قهوجي: المسلحون شنوا هجوماً محضراً مسبقاً في عرسال

أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في مؤتمر صحافي نادر من نوعه ان الهجوم الذي تعرضت له مواقع الجيش اللبناني في عرسال كان محضرا مسبقا وشارك فيه مسلحون من جنسيات مختلفة. في حين نفى رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ان يكون تدخل حزب الله في سوريا هو السبب في حضور تنظيم "داعش" الى لبنان.

وقال قهوجي، بعد ظهر اليوم، أن المسلحين الذين يهاجمون بلدة عرسال هم من جنسيات مختلفة، مشيراً إلى أن هناك من يتعاون معهم في مخيمات النازحين السوريين في البلدة. وقال قهوجي، خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع، إن الموقوف عماد جمعة اعترف أنه كان يخطط لهجوم واسع على عرسال ومراكز الجيش، لافتاً الانتباه إلى أنه  بعد إلقاء القبض على عماد أحمد جمعة، شن المسلحون هجوماً محضراً على مراكز الجيش في البلدة. وأوضح أن "الهجوم في عرسال من الإرهابيين كان محضراً مسبقاً لأنه شمل كل مواقع الجيش". وحذر قهوجي من أن أي تفلت في أي منطقة ينذر بخطورة كبيرة لأنه يصبح عرضة للانتشار، مذكراً بأن الجيش نادى منذ ثلاث سنوات بضرورة معالجة الوضع الأمني للنازحين السوريين والمراكز التي يتم الانتشار فيها. وأكد استمرار الجيش "ببذل كل الجهود العسكرية للحفاظ على كل المواطنين ووحدة البلد واستقلاله"، مضيفاً أن "عرسال بلدة عزيزة وسنحافظ عليها". كما أكد جهوزية الجيش  "لمواجهة كل الحركات التكفيرية التي تعمل للاستفادة مما يجري في عرسال". ودعا المسؤولين السياسيين إلى "التنبه لما يُرسم للبنان". وأعلن عن سقوط 10 شهداء و25 جريحاً للجيش، مشيراً إلى أن هناك 20 مفقوداً في عرسال.

رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط رأى من جهته، أن تدخل "حزب الله" في الحرب الدائرة في سوريا ليس هو السبب في حضور تنظيم "داعش" إلى لبنان، مشيراً إلى أن "شباب حزب الله يستشهدون في سوريا،وبطل مارون الرأس (بسام طباجة)  استشهد في العراق أمس". وقال جنبلاط، في تصريح بعد جولة في الشويفات ودير قوبل، "نريد أن نرى ما الذي سيأتي من فكر (داعش) ومن يفجر نفسه في الكنائس، وهو خطر على لبنان كله"، مضيفاً "نحن في حاجة إلى التعاون مع (رئيس تيار المستقبل سعد) الحريري و(رئيس المجلس النيابي نبيه) بري و(الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله الذي بادرت وذهبت لزيارته الأسبوع الماضي". من جهته، اعتبر "حزب الله"، في بيان، أن "استمرار الجرائم التي ترتكبها جماعات إرهابية منظّمة، مدعومة بغطاء خارجي وبتبرير داخلي، هي دليل على الخطر المحدق بلبنان وكل أهله، من دون تمييز بين منطقة وأخرى، أو طائفة وطائفة، أو مذهب ومذهب آخر، وهو ما ينبغي أن يتكاتف اللبنانيون جميعاً لمواجهته، بعيداً عن إيجاد التبريرات أو التماس الأعذار لهذه الجماعات الإرهابية، وهي التي ارتكبت من الفظائع ما لا يقبله عقل أو دين أو عرف". وأضاف أن "اضطلاع الجيش اللبناني بمسؤولية حماية البلد وتحصين حدوده ومنع الإرهابيين من انتهاك سيادته، وتقديم خيرة شبابه شهداء في هذا السبيل، هو دليل على صفاء هذه المؤسسة وإخلاصها للوطن". من جهة أخرى، شدد النائب محمد كبارة، بعد اجتماع في منزله ضمّ نواب الشمال ،على أن "ما يجري في عرسال السنية البطلة ليس إلا حلقة من مسلسل إيراني سوري لإخضاع أهل السنة"، محذراً من "أي قرار يحوّل جيشنا من مؤسسة وطنية جامعة واجبها حماية كل اللبنانيين إلى ما يشبه جيش (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي". وزير العدل أشرف ريفي قال أن "الحل ليس أمنياً أو عسكرياً بل سياسياً، والحل العسكري يترجم القرار السياسي".

من جهته، أكد رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل أنه "لا يمكن للبنان أن يقع في المستنقع الذي يستهدف عرسال"، مشدداً على أن "ما يضمن الاستقرار في لبنان هو وحدة أبنائه وشعور الشعب بالتضامن في مواجهة الدعوات التكفيرية التي لا تمت إلى المسيحية والإسلام وتراثنا وتقاليدنا بأي صلة". واعتبر الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، اليوم، أن "عرسال البلدة المقاومة، تواجه بالتكافل والتضامن مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ويلات تورط حزب الله في الحرب السورية وإصراره على استجلاب نار التطرف إلى لبنان".